كلنا مجرمين وكلنا ضحايا… تعرف على شارع وقصر ومسرح الفنان الراحل “نجيب الريحاني” تزامناً مع ذكري ميلاده
القاهرة – مى عبده:
نجيب إلياس ريحانة الشهير باسم نجيب الريحاني من مواليد 21 يناير 1889، وتوفي في 8 يونيو 1949م ، هو ممثل فُكاهي مصري، يُعد أحد أبرز رُوَّاد المسرح والسينما في الوطن العربي عمومًا ومصر خصوصًا، ومن أشهر الكوميديين في تاريخ الفنون المرئيَّة العربيَّة.
” منزل نجيب محفوظ “
منزل نجيب الريحاني بحدائق القبَّة، الذي قال بديع خيري في مُقدمة مُذكرات الريحاني، أنَّه بناه وقرَّر في داخلته أن يجعلهُ مقرًا للمُسنين من الفنانين. إلَّا أنَّ الريحاني نفسه لم يدخل هذا البيت ورحل عن الدُنيا قبل أن يسكنه. وقد أُغلق هذا البيت عقب وفاة الريحاني.
وقد اختلف شكل هذا القصر كثيرًا عن أوَّل صُورة فوتوغرافيَّة التُقطت له في سنة 1949م، بعدما انتهى المُهندس الإيطالي شارل عيروط من تصميمه وبنائه علي الطراز الإيطالي. وكانت تُحيط به حديقة كبيرة حولها أرض فضاء تحولت إلى كُتلٍ إسمنتيَّة، بناها سُكَّانُ الحي بعدما اشتروها من بديع الريحاني بالتقسيط، إلَّا أنهم توقفوا عن دفع الأقساط بعد القسط الثاني وأنكروا وجود دُيون عليهم لِوارث نجيب الريحاني، بل وصل بهم الأمر حدّ أنهم اعتدوا عليه بالضرب، ممَّا دفعه إلى إغلاق المنزل أكثر من عشرين عامًا حتى استأجرته وزارة الثقافة في سنة 1970م وحوَّلته إلى قصر ثقافة الريحاني.
وبحسب أوراق هيئة قُصور الثقافة، فرع ثقافة القاهرة، فإنَّ الوريث الشرعي الوحيد لِنجيب الريحاني هو ابن شقيقه بديع توفيق الريحاني، والذي يُودع باسمه سنويًا في حساب خاص ببنك القاهرة ما قيمته 400 جُنيه مصرى فقط لا غير، تزيد بنسبة 2% سنويًا، منذ سنة 1970م. وبعد وفاة بديع الريحاني، تحوَّل المبلغ إلى أرملته مرگوري فرانك روبين.
ومن أشهر مُقتنيات الريحاني المفقودة پورتريه من النُحاس البارز صممها له فنَّانٌ فرنسيّ، وكانت بشقَّة الريحاني. وبمُناسبة معرض تأبينه بدار الأوپرا في ذاكره الأربعين، طلبها رئيس الدار، وقتها سُليمان نجيب، من يُوسُف الريحاني. وقد ظلَّت اللوحة بِالدار حتَّى احتراق الأوپرا في سبعينيَّات القرن العشرين؛ إلا أنَّ اللوحة قد بيعت من بقايا حريق لِتاجر قُمامة، قام بفرزها لِيستخرج اللوحة وعدد من الصُلبان من مُقتنيات الدار في الحريق ويبيعها في جوال من الخيش بالكيلو لِراهب بأحد كنائس القاهرة، ثم تنقلت هذه اللوحة على مدار عدَّة سنوات حتى وصلت إلى أحد هُواة المُقتنيات، الذي احتفظ بها، بِالإضافة إلى الفيلم الوحيد لِجنازة الريحاني، ومُدَّته 18 دقيقة، والذي كان من مُقتنيات قصر عابدين
وقد تم تصويره بناءًا على طلب من الملك فاروق لِعرضه على ملوك أوروپَّا، نظرًا لِكون جنازة نجيب الريحاني من أكبر الجنازات التي شُيعت في تاريخ مصر المعاصر، حيث سار في جنازة الريحاني قرابة 5 ملايين مصري وأجنبي من كُل الأطياف والشخصيَّات والمناصب. أمَّا كُرسي الريحاني، والذي كان يجلس عليه في مسرحه، قبل أن يدخل إلى خشبة المسرح، فقد وصل إلى جمعيَّة مُحبي الريحاني بالإسكندريَّة، التي أسستها جينا الريحاني. أمَّا في المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بحي الزمالك، فلم يتم العُثور إلَّا على بعض من مخطوطات أُصول مسرحيَّاته بِخط يده، هو وبديع خيري؛ في حين يحتفظ جامع المقتنيات المعروف علوي فريد في متحفه الخاص بمدينة فايد بإسطوانات صوتيَّة لعدد من مسرحيَّات كشكش بك لِنجيب الريحاني.
“شارع نجيب الريحاني”
لم يتبقَّ من معالمه التاريخية سوى مسرح قديم مغلق، وأربع لوكاندات، وعدد من البنايات القديمة والحواري والأزقة، بعد أن كان في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، بمثابة تجمع كبير للمقاهي والكازينوهات واللوكاندات والفنانين.إنّه شارع «نجيب الريحاني»، بموقعه الحيوي المتقاطع مع شوارع «رمسيس» و«زكريا أحمد» و«عماد الدين» و«الجمهورية» و«كلوت بك» في وسط القاهرة الخديوية، ويحمل اسم الفنان رائد فن الكوميديا في مصر خلال القرن الماضي الذي جسد بعبقرية عدداً من الشخصيات الفكاهية مثل: «كشكش بك» و«سي عمر» و«أبو حلموس» و«الأستاذ حمام».
اقوال “نجيب الريحاني”
من أشهر أقوال نجيب الريحاني، “كلنا مجرمين وكلنا ضحايا”،” البلد دى اللى يشوفها من فوق، غير اللى يشوفها من تحت”، «عشان بختى أنا.. بتاع الكلب يلبس باشا، والباشا يلبس لى جناينى»، قالها نجيب الريحانى فى سخرية فلسفية فى فيلم «غزل البنات» عام 1949، وظلت فكرة التناقض الطبقى أحد الاتجاهات الرئيسية فى السينما المصرية إلى يومنا هذا.
” مسرح نجيب الريحاني “
حتى الان يتواجد هذا المسرح باسمه ويعرض به العديد من المسرحيات ، واعتزل نجيب الريحاني المسرح وفي جعبته أكثر من 50 عملا مسرحيا منها 33 مع صديقه بديع خيري، إضافة ل 6 أوبريهات أشهرها “الشاطر حسن”. ثم عاد إلى السينما مقدما أعمالا هامة برغم أن إنتاجه السينمائي لم يتجاوز 10 أفلام تضمنت صاحب السعادة كشكش بيه وسلامة في خير وسي عمر وغيرها.
وكتب القدر نهاية هذا الفنان الكبير في 8 يونيو 1949، حيث توفي الريحاني متأثر بإصابته بمرض التيفويد، عن عمر ناهز 60 عاما، وقبل أن يكمل تصوير دوره في فيلم “غزل البنات”