dhl
dhl

كأس الأمم الأفريقية 2025 المغرب تنطلق في 21 ديسمبر

القاهرة – أيمن علي:

في مقال سابق نشر على صفحات الموقع بتاريخ 13 يونيو 2024، كنا نترقب اجتماع الكاف الذي سيحدد موعد إقامة بطولة الامم الافريقية 2025 وبعد اجتماع اللجنة المنظمة الجمعة الماضية، 21 يونيو 2024, أعلن الكاف عن أن البطولة التي ستقام في المغرب, تنطلق في في 21 ديسمبر 2025, وتكون مباراة النهائي في 18 يناير 2026. المزيد من التفاصيل في المقال السابق.

نشرت الجارديان البريطانية، السبت 22 يونيو 2024، لقد تغيرت كرة القدم الأفريقية كثيرا لتتماشى مع الأجندة الدولية للعبة، والعمل على خدمة أنديتها ومنتخباتها، والاهتمام بمصالحهم، كان هذا هو التعليق الأدق الذي يوضح ما قدمه كاف ، بعد إعلان نتائج اجتماع اللجنة المنظمة، والذى يعد جهد يشكر عليه الكاف، الذى أظهر مرونة كبيرة في معالجة مثل هذه الأمور المتعلقة بمواعيد إقامة البطولات القارية. ستكون كاف 2025 هى النسخة السابعة التى لن يتم تنظيمها في موعدها، كما كان مقررا لها في الأصل يونيو – يوليو صيف 2025، وكما كان مدرجا بالأجندة الدولية للبطولات القارية للكاف.

وكان من أشهر أسباب تعديلات موعد البطولة القارية، أحيانا مثل الاضطرابات الداخلية في ليبيا، واحيانا الخوف المغربي وقت تفشي فيروس إيبولا في غينيا، ومرة اخرى التأخير في استكمال بناء البنية التحتية في الكاميرون، والاشهر كان فيروس كوفيد-19 وأزمة الصحة العالمية، ثم كان موسم الأمطار في ساحل العاج. قد كانت معظم التغيرات السابقة نتيجة لأوضاع استثنائية، منها شئون داخلية في الدول المستضيفة للبطولة، الأوضاع الصحية العالمية، أو التردد في الإعلان عن ظاهرة أرصاد جوية مفاجئة وتوقع فيضانات.

تكاد تكون الأسباب هذه المرة مختلفة ولا ترتبط بالشأن الأفريقي بشيء، إنما كان لرغبة الفيفا في تنظيم بطولة دولية أخرى تقام لأول مرة ، كأس العالم للأندية بالشكل الموسع 32 فريقا، أمريكا 2025 دعونا نرجع بالتاريخ قليلا لما قبل حقبة الثمانينيات، وعندما كان غالبية اللاعبين في كأس الأمم الأفريقية لاعبين محليين، يلعبون في أفريقيا فقط، كانت تلك البطولة تقام في شهر مارس من الأعوام الزوجية، ولكن بحلول أواخر الثمانينيات، مع انضمام العديد من اللاعبين الأفارقة إلى الأندية الأوروبية، بدأ يتسبب ذلك فى مشكلات للمنتخبات الافريقية، عند استدعاء لاعبيها للمشاركة وقت إقامة بطولة الامم الافريقية، ثم انتشار ظاهرة رفض الأندية الاستغناء عن اللاعبين المحترفين لديها، خاصة مع وصول المواسم الاوروبية المحلية إلى النهايات وهذا هو وقتها الحاسم، وهنا كان الحل ، ففى عام 1992، انتقلت بطولة كأس الأمم الأفريقية إلى يناير، بالتزامن مع وقت التوقف بعد نهاية الموسم الأوروبي.

وعلى مدار عقدين من الزمن، ظل الجدول الزمني على حاله، حيث دافع عيسى حياتو الرئيس السابق للكاف، بقوة عن مبدأ ضرورة إقامة كأس الأمم الافريقية كل عامين، والتصدى لمحاولات إلغائها، أو إقامتها كل اربعة سنوات، التمسك بهذا الرفض مبررا جدا، حيث تعد بطولة أمم أفريقيا أكبر مصدر لإيرادات كرة القدم الأفريقية، حيث تدر أموالاً أكثر بكثير من مسابقات الأندية، ونظراً لقلة عدد المقاعد المتاحة للدول الأفريقية في كأس العالم، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لمعظم البلدان الأفريقية من خلالها اختبار منتخباتها بخوض مباريات هذه المنافسة الدولية.

بعد عام 2010 عندما استضافت جنوب أفريقيا كأس العالم، فبالنسبة للدول الإفريقية التي تأهلت لكأس العالم، كان هناك إيمانا بأن البطولة القارية، بمثابة بطولة تحضيرية ولكن لم يكن من الحكمة ذلك الضغط في المباريات في بطولتين كبيرتين كلاهما في ستة أشهر فقط ، كاس الامم الافريقية كاس العالم، لذلك اعتبارًا من عام 2013، تم نقل كأس الأمم الأفريقية إلى السنوات الفردية، بدلا من السنوات الزوجية. . ولكن هذه المرة الأمر مختلف قليلا. حياتو كان عنيدا ويفهم جيدا كيفية التعامل مع الفيفا، و في بعض أساسيات اللعبة الأفريقية كان ثابتا على مواقفه على نحو مثير للإعجاب.

سار الأمر بهذا الشكل حتى عام 2017 عندما رحل عيسى حياتو، وجاء أحمد أحمد الذي دعى إلى اجتماع موسع بالرباط لبحث القضايا التي تواجه اللعبة، واقترح هناك أن يتم تغير موعد كأس الأمم إلى الصيف شهرى يونيو ويوليو في الأعوام الفردية لتقليل التداخل مع الأندية الأوروبية.

والتي كادت تكون فكرة جيدة لولا موسم الأمطار في غرب أفريقيا الذي أجبر الجميع على التغيير مرة أخرى نُقلت 2019 إلى مصر بسبب تأخر استعدادات الكاميرون، وأقيمت بنجاح في مصر شهر يونيو ويوليو. كان الجو صيفا، ولكن ليس حارا كما هو الحال في وسط أفريقيا، وعلى الرغم من أن اعتدال درجات الحرارة في البحر الأبيض المتوسط لا يمكن الاعتماد عليه دوما للفرق في طبيعة المناخ، إلا أنه لابد أن نذكر أن تجربة مصر كانت استثنائية في نجاحها، لكن لا يمكن اعتمادها لباقي دول وسط وشرق وغرب وجنوب أفريقيا.

ثم جاءت جائحة كوفيد لتغير في موعد إقامة كأس الأمم 2021 في الكاميرون ليصبح في يناير – فبراير 2022، ثم أقيمت بطولة كأس الأمم 2023 في ساحل العاج في يناير وفبراير، من هذا العام تفاديا موسم هطول الأمطار الموسمية، صيفا في أبيدجان في يونيو نفس توقيت الموعد الصيفى للبطولة أما كاف 2025 يبدو أن كل شيء كان جاهزا لشهر يونيو ويوليو في المغرب من العام المقبل، ثم جاءت البطولة الموسعة لكأس العالم للأندية، ووضعه في الأجندة الدولية أثناء موعد كأس الأمم الأفريقية. ومن غير الواضح ما إذا كان أي من الأعضاء الأفارقة السبعة في مجلس الفيفا، ومن بينهم المغربي فوزي لقجع، قد اعترض على ذلك التوقيت، إلا أنه تم تمرير موعد كأس العالم للاندية صيف 2025 .

لكن الكاف لا يستطيع المخاطرة بإفشال بطولة الافريقية، تلك البطولة الأهم على أجندته الدولية ، في البداية كان التفكير هو أن كأس الأمم الأفريقية يمكن أن تقام في يوليو – 2025, ولكن إذا تم المضي قدمًا في كأس العالم للأندية، فهذا أمر غير عادل بشكل واضح لأي لاعب من المتوقع أن يلعب في كليهما (بصرف النظر تمامًا عن اللاعبين المحترفين)، فكيف لو سيتم اختيار معظم لاعبى منتخب مصر من الأهلي، إذن، نعود إلى النقطة الأساسية. . الان تم التأجيل بشكل رسمي الى ديسمبر 2025, وتنتهى يناير 2026.

ماذا تقول لائحة الفيفا حال استدعاء احد اللاعبين المحترفين ليمثل منتخب بلاده في بطولتين دوليتين في نفس العام ؟ لائحة الفيفا تنص على أن الأندية ليست ملزمة بالسماح للاعبين المحترفين لديها، بالمشاركة بأكثر من مسابقة واحدة رسمية في نفس العام، إذن ستتعقد الأمور على المنتخبات التي تأهلت لكأس العالم 2026, حيث يحق للأندية التي لديها لاعبين محترفين من منع مشاركة لاعبيها في بطولتين في عام واحد 2026, امم افريقيا، وكاس العالم.

لذا كان لزاما على الكاف الذي اختار ديسمبر 2025 موعدا لانطلاق البطولة، فعل ذلك لتجنب مأزق تفسير تلك اللائحة.

وبهذا تعتبر المباريات المتبقية حتى يناير 2026, هى استكمالا لمباريات بطولة قارية في الأجندة الدولية من عام 2025, وليست سنة كأس العالم 2026 أما على المستوى الأوروبي، ستخسر أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لاعبين كثر، وهذا ما لم يستطع الكاف تفاديه، او التنسيق معه، بسبب الأجندات الدولية والقارية المزدحمة، لكن لا توجد حلول مقنعة حتى الآن للاندية الانجليزية التي لديها محترفين أفارقة سوف يغادرون في توقيت بالغ الأهمية ليكونوا مع منتخبات بلادهم.

و بالاستعراض لأسباب التأجيلات في السنوات السابقة، وسبب التأجيل لهذا العام، يمكن القول إن اجتماع الرباط، حافظ على المصالح الافريقية، حيث قدمت كرة القدم الإفريقية مرونة في تعديلات مواعيد البطولات القارية لمحاولة التأقلم مع الأجندة الدولية.

واخيرا ولكن هل يتعارض ذلك مع تنظيم كأس العالم 2026 لا تعني بطولة كأس العالم للأندية أكثر من مجرد جولة تحضيرية للموسم الجديد، فما زالت هى بطولة للأندية.

لكن هذه البطولة المستجدة سببت الكثير من التوتر في اجندة كرة القدم الإفريقية، ثم تتركها في حيرة من أمرها لإيجاد وقت لعب بطولتها الأهم، وهي البطولة التي هي في أمس الحاجة إليها امم افريقيا – المغرب 2025.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.